عما نحتاجه اليوم
يمنات
محمد اللوزي
السؤال كيف ننتقل من المنقول الى المعقول. من الهامش الى دراسة المتن.؟ كيف نغربل التراث وننقيه مما علق به من خرافات؟ وكيف نتفتح مع الآخر بممكنات تحول مدينية تعمل العقل وتشتغل على العلم والمنهجية وقراءة الواقع في ضؤ الممكن من التحولات ومعرفة (الهو) لنصل الى معرفتنا (نحن)؟. الانغلاق وغلق باب الاجتهاد فتح طريقا قاسيا للأستبداد والتجهيل يحكمنا. نحن نحتاج الى ثقافة الحوار، والى الإيمان بالعلم والعمل في آن، الى قيم الفضيلة التي تؤنسن فينا ماهو متوحش. نحتاج الى تجاوز موروث التخلف الذي صنعته الكثير من الكتب الصفراء لتنال من الروح الانسانية وتسلبها القدرة على التفكير والنهوض والفعل الخلاق. نحتاج الى أن نكون منتجين لنخرج من مأزق الصراعات التي لاتنتهي. الانتاج فقط يرتقي بنا ومادمنا مستهلكين سنظل مجرد تابعين وعجزة وفاشلين.
نحتاج الى إعادة النظر في مصطلحات ماضوية اعتقلت العقل وجعلت الحجة للأول على الآخر، ورفعت راية الاجماع على كل من يريد أن يعبر عن رأيه بحرية لتدخله منطقة الخارج عن الاجماع، الذي لايعتد بإبداعه وبرأيه وبتميزه كونه لايتطابق مع اجماع الأمة في زمن انقرض.وكأن عصرنا وعصرمن بعدنا لا يمتلكون حق الإجماع والتجديد والاجتهاد.
نحتاج الى التحرر من هيمنة الأول على الآخر وجعله يعيش ثقافة النقل والمشافهة التي تغلب وتهزم ثقافة العقل، وترى فيه (بدعة وكل بدعة ظلالة وكل ظلالة في النار). ونحتاج الى مايعبر عن كينونتنا، وعن الإنسان وعيا وتفتحا وقدرة على الإنجاز والإنتاج والتمايز. هذا مانحتاجه لنتجاوز المحبط والمعرقل والآسر ومايحد من القدرة على الابداع. بدون هذا سنظل نعيش غلبة الاتباع على الإبداع. والمروي على العقل النقدي الفاعل الباحث عن إجابات في صميم وجودنا.. نحتاج إلينا لكي نرى مانريد بتفتح وإطلاق طاقات ورؤية تمتلك الوعي المتقدم لتعيش في قلب العصر دون الإخلال بعراقة المعنى المشرق للحضارة.